كشف الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله في كتابه عن الداء ثم أرشد القارئ للدواء فى كتاب جليل بالعلم و وافر بالنفع .
تحدث عن علاقة الإنسان بربه و المكدرات لهذه العلاقة من ذنوب و أثرها على النفس البشرية و عرج للحديث عن آفات القلوب و ملوثاتها و أنهي كتابه بالتفصيل الوافر عن الحب و العشق و مقاماتهم و أصولهم فى العقيدة و كيفية التعامل معهم .
استشهد بالكثير من النصوص القرآنية و النبوية و الأدبية و أفرد كتابه بالكثير من القضايا المتنوعة و أكنزه بشموله للعديد من الموضوعات .
قرأتُ الكتاب بناء على نصح الكثير به ، لكني صدقاً أقول وجدتُ نفسي متأخرة فى قراءته ففيه الكثير مما كان يجب علىّ أن أقرأه فى عمرٍ مبتدئ ، و الكثير مما أعرفه الآن بحكم قراءاتي السابقة و دراستى للمتطلبات العقائدية فى الجامعة .
لذا أشد ما أنصح به أن يقدم هذا الكتاب ليقرأوه الشباب فى النصف الثاني من عقدهم الثاني حتي يتجملوا بالكثير من الأجوبة الشافية التي أجزم أنهم فى تلك المرحلة أحوج ما يكونون إليها ، و هم أكثر الباحثين عنها .
و جدير أن أنوه أنه كتاب يجب على المسئولين فى مقامات العلم أن يتدارسوه و ينتقوا منه ما ينفع الطلاب فى مراحلهم الدراسية و يثروا المناهج فيه ” هذا أقل ما نقدمه لعقيدتنا كمسلمين ” .
و فى هذا الكتاب استوقفتنى الكثير من الأقوال و المواقف ، لكنى أترك هنا بعضاً منها ” و هو القليل القليل ”
و لمن يريد أن يستزيد فعليه الإلمام بالكتاب .. فسيزيده علماً و إدراكاً
؛
سمع رسُول الله رجلاً يقول : ” اللهم إني أسألك بأني أشهدُ أنك الله لا إله إلا أنت ، الأحد الصمَد الذى لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفواً أحد .
فقال : لقد سأل الله بالإسم الأعظم الذى إذا سئل به أعطي و إذا دعي به أجاب ”
–
عن النبي صلَّ الله عليه وسلم أنه قال : ” ألظوا بـ يا ذا الجلال و الإكرام ”
أى تعلقوا بها و الزموها و داوموا عليها .
–
كان عمر بن الخطاب يقول لأصحابه : ” لستم تنصرون بكثرة ، وإنما تنصرون من السماء ”
و كان يقول : ” إني لا أحملُ همّ الإجابة ، و لكن همَّ الدعاء ، فإذا ألهمتم الدعاء فإنّ الإجابة معه ”
–
و من حديث شداد بن أوس عن النبي : ” الكيّس من دان نفسه و عمل لما بعدَ الموت ، و العاجز من أتبعَ نفسه هواها و تمنَى على الله ”
–
و من استحيا من الله عند معصيته ، استحيا الله من عقوبته يوم يلقاه ، و من لم يستحِ من معصيته لم يستحِ من عقوبته .
–
و قد أجمع السائرون إلى الله أن القلوب لا تعطي مناها حتى تصل إلى مولاها ، و لا تصل إلى مولاها حتى تكون صحيحة سليمة ، و لا تكون صحيحة سليمة حتي نقلب داؤها فيصير نفسه دوائها ،
ولا يصح له ذلك إلا بمخالفة هواها ، فهواها مرضها ، و شقاؤها مخالفته ، فإن استحكم المرض قتل أو كاد .
–
كتاب ” الداء و الدواء ”
و بمسمى أخر ” الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي ”
للإمام ابن قيم الجوزية
الجمعة – 12/7/2013
أضف تعليق